وأخيراً السكون والصمت ومن حوله الدمار والغبار يملأ الجو والسماء ونظرة ذاهلة إلى المنزل المتهدم التى كانت تجلس بجانبه أنه منزلها وبخطوات متثاقله وقفت أمل الفتاة الصغيرة البالغة من العمر 10 سنوات بملامحها العربية الجميلة وعيونها العسلية الواسعة المتسائلة بذعر ... لماذا ؟
ماذا فعلنا ؟ وأن لم يكن هذا وطننا فأين هو ؟ هل نحن بلا وطن ؟ وبدأت أمل تسير فوق أنقاض منزلهم الذى تهدم أمامها منذ دقائق قليلة وهى فى طريقها تعثرت فى شيئ على الأرض ونظرت لترى ما هو وانحدرت فى هذه اللحظه دمعه من عينيها وقد كانت هذه هى لعبه أخيها الصغير الذى احضرتها له امهما وأكملت سيرها على الأنقاض وهى تبكى وفجأه كفت عن البكاء ورفعت رأسها عالياً بإصرار وعناد قائله لنفسها : لا أبداً لن نستسلم ولن نتهاون يجب ا ن نستعيد وطننا ... نعم من أجل ذلك مات أبى وهاهم قد أخذوا منى كل شيئ بيتنا وأمى وأخى يجب أن يعود الوطن لنا ورفعت رأسها عالياً وهى تشعر بالرضا لما توصلت .
فجأه وجدتهم أمامها على مقربه منها الجنود الأسرائيليين وسلاحهم الذى يحملونه دائماً ، كانوا خمسه يسيرون معا وفجأة قررت أن تنتقم من قتلة أمها وأخيها وأخذت تجمع بعض من الحجارة المدببة بين يديها الصغيرة وأخذت تقذف الجنود بمهارة شديدة أصابت 3 من الجنود فى أماكن عديدةوخطيرة ولكن رأها الجنديان الآخران وأخذوا يجيبون على حجارتها بالبارود وأصابتها إحدى الرصاصات الغادرة وسقطت أمل ولكنها نظرت إلى الجنود الذين يتألمون ويأنون من أثر الحجارة التى لن تزول أثارها منهم وهى تشعر بالأمل ولا تشعر بالندم لرحيلها لأنها باقية وكل دم من دماء أهل فلسطين باقى على أرضها يرويها لينمو زرعها ويكون نتاجه الكثير من المجاهدين والشهداء الرافضين للإحتلال .
وبينما دماءها تروى الأرض رأت أبيها وأمها وأخيها وأشخاص كثيرون يقفون يبتسمون وينتظرونها وهم فخورين بها وذهبت أمل وتركت على وجهها إبتسامه رضا وفخر وأمل فى أن يأتى يوما تتحرر فيه أرضها .
تمت بحمد الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق