ام خليل ست مصرية عندها اربع اولاد خليل ومحمد وليلى وعبير وهى عايشه معاهم بتربيهم بعد جوزها ما مات وبيساعدها ابنها خليل اللى ساب المدرسه واشتغل فى ورشه نجاره عشان يعرف يصرف على أخواته وأمه .
حصلت احداث 25 يناير وام خليل قاعده فى البيت وسمعت ان الناس بتتكلم على مظاهرة يوم الجمعه وان الناس مش هاتروح بيوتها الا لما حقوقنا ترجع لنا تانى .
نزلت ام خليل السوق تشترى الخضار لاقت الاسعار نار وسألت البياع : بكام الطماطم ياخويا ؟
البياع : ب 6 جنيه يا حاجه .
ام خليل : يا لهوى ، لييه دى مفعصه أومال الجامدة بكام ؟
البياع بزهق : ب 8 جنيه هتشترى ولالا يا حاجه ؟
ام خليل : لا مش هاشترى حرام عليكم الناس تاكل ازاى وهو احنا بنلاقى الفلوس بالساهل .
البياع : خلاص يا حاجه سيبى الحاجه وما تشتريش .
ام خليل مشيت وهى غضبانه وزعلانه من طريقه البياع فى الكلام وكمان عشان الاسعار وفى الاخر بعد ما جابت الخضار رجعت بيتها وقابلت ابنها خليل وهى طالعه على السلم لا قيته نازل متأخر .
فقالت له : خليل .. انت لسه هتا ايه اللى اخرك كده بس يا ابنى اتأخرت على شغلك ؟
خليل : ايوه يا امى انا مش رايح الشغل .
ام خليل : يا لهوى لييه بس يا ابنى .
خليل : انا رايح اقعد مع الناس اللى عند مجلس الشعب لازم نرجع حقوقنا حرام اللى احنا فيه .
ام خليل : ناس مين دول ، يا ابنى سيبك من الكلام ده بس .
خليل : لا يا امى سيبينى اروح بقى .
وجرى خليل بسرعه قبل ما تكمل كلامها معاه ، وصلت ام خليل الى بيتها وعملت الاكل لاولادها وقعدت تستنى ان خليل يرجع لكن عدى يومين وخليل ماجاش البيت ، ويوم الجمعه 28 يناير دخل الناس عليها وقالوا لها : ام خليل ضربوا الناس اللى فى المظاهرات بالرصاص .
ام خليل : يا لهوى رصاص لييه ؟ وهما مين دول يا خويا ؟ وخليل ابنى فيين ؟
الجيران : بالراحه على نفسك يا ام خليل الحومه هى اللى ضربت الناس بالنار ، ما تخافيش ان شاء الله يكون خليل بخير .
ام خليل : لا انا مش هاسكت ولازم انزل اشوف ايه الحكايه .
الجيران تنزلى فين بس يا ام خليل ؟
ام خليل : هانزل اروح اشوف المتظاهرين دول فين واشوف حكايتهم ايه ؟
الجيران : هتنزلى الميدان يا ام خليل ؟
ام خليل : ايوه هانزل اروح ميدان التحرير .
نزلت ام خليل الميدان وهى فى طريقها قابلت شباب واقفين سألتهم : والنبى يا ابنى ما شفتوش خليل ابنى ؟
الشباب : خليل مين يا امى ؟وايه بس اللى جابك هنا دلوقتى بس .
ام خليل : خليل ده ابنى يا خويا وهو معاكم مش انتوا بتوع المظاهرات ؟
ابنسم احد الشباب وقال:ايوه يا امى كلنا فى المظاهرات انا وانتى وكل الشعب .
ام خليل : انا ... ازاى يا ابنى ما انا قاعده فى بيتى ومانزلتش الا دلوقتى ازاى انا معاكم .
الشاب : يا امى كلنا بنتكلم بأسم كل الناس ومنهم انتى وامى واختى ... حرام لازم يمشى بقى كفايه 30 سنه ، كفايه .
ام خليل : 30 سنه هو مين ده يا ابنى ؟
الشاب : رئيس الجمهورية .
ام خليل : يا لهوى انتوا عايزين الرئيس يسيبنا ويمشى ، يمشى يروح فين بس انتوا اتجننتوا ولا اييه ؟ واما يمشى مين هيبقى مكانه ما اللى نعرفه احسن من اللى منعرفوش .
الشاب بهدوء : خلاص يا امى من غير ما تزعلى انتى عيزاه يقعد براحتك ، احنا مش عيزينه .
ام خليل : يعنى يا ابنى الاقى خليل فين بس ؟
الشاب : معرفش يا امى شوفى كده فى الميدان انتى قربتى توصلى بس خلى بالك من نفسك .
ام خليل : طيب يا ابنى ربنا يبارك لك .
قال الرئيس يمشى قال ... ده جنان ما هو قاعد معززنا اهووه صحيح الطماطم ب 7 جنيه لكن برضو اهى ماشيه .
كملت أم خليل طريقها للميدان وفعلا قابلت شباب فى أول الميدان وسألتهم : ما شوفتوش خليل يا ابنى ؟
رد عليها شاب وقال لها : خليل مين يا امى ؟
أم خليل : خليل ابنى هو معاكم وسابنى الصبح وقال انه هييجى هنا معاكم .
رد الشاب عليها بإشفاق : لا يا أمى ما شفتوش لكن خلى بالك على نفسك الوقوف هنا خطر تعالى معايا أنا هوديكى مكان أمان شويه .
ام خليل مشيت مع الشاب وهى بتقول له : أمان ؟ لييه هو فى أيه بس ؟ ماهو طول عمرنا البلد دى امان ؟ ايه اللى حصل يا ابنى ؟
الشاب حاول ان يجيب على سيل الاسئله التى سألتها ام خليل قائلاً: معلش يا امى كان لازم نعمل كده وكان لازم نجيب حقنا ، حرام نعيش 30 سنه وكأننا ثور متغمى بيدور فى ساقيه ، وفلوسنا تتسرق .
ام خليل بخوف : تتسرق اييه بس يا ابنى اللى انت بتقوله ده ، بلاش الكلام ده لا حد يسمعك وتروح ورا الشمس زى ما بيقولوا ، اهى ماشيه والحمد لله وخلينا عايشين بنقول يا حيط دارينا ، بلاش يا ابنى الكلام ده .
ضحك الشاب وقال : عارف الكلام ده كله ابويا كان بيقول كده حتى بعد ما طلعوه معاش مبكر فى نظام الخصخصه .
ام خليل : خصخصه ايه دى ؟ يعنى ايه خصصه ؟ هى دى زى الخس ولا اييه ؟
انتظروا البقيه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق