السبت، 5 فبراير 2011

مأساة ملك



مأساة ملك بقلم خوخه محمود

يارب تعجبكم .



مأساة ملك بقلم خوخه محمود


( مأساة ملك )


لم يتمالك الملك لايوس نفسه من السعادة التى غمرته عندما علم بأن زوجته الملكة حبلى ، وسوف يكون له وليداً صغيراً ولياً لعهده ويحكم البلاد بعد وفاته ، وقد مضت الأيام وهو ينتظر قدوم هذا الوليد بفارغ الصبر .
هاهى قد حانت اللحظة التى ينتظرها ، لقد حضرت إحدى الخادمات لتخبره بأن الملكة تعانى من آلام الوضع وقد جاءها المخاض ، فأمر بإستدعاء طبيب القصر ليذهب إلى الملكة ،وأمر الخدم بالأعداد للحفل الذى سوف يقيمه إحتفالا بالمولود السعيد ، وأمر بحمل الذبائح والقرابين إلى المعبد تعبيرا عن شكره للالهة على سلامة المولود الصغير .... وفى هذه اللحظة سمع الملك بكاء الطفل الرضيع معلناً ببكاءه قدومه إلى الدنيا ، وقد شعر الملك بالسرور وقد ترقرقت الدموع من عينيه من شدة سعادته وفرحته بميلاد ولى عهده .

ذهب الخدم إلى المعبد لتقديم الذبائح والقرابين للآلهة شكراً على سلامة المولود وعند دخولهم المعبد قابلوا الكاهن الذى سعد لمقابلتهم قائلاً: لماذا جئتم بهذه الذبائح ؟
فأجابه أحد الخدم : أنها قربان من الملك لايوس للآلهة شكراً على سلامة المولود الصغير ولى العهد .
فقال الكاهن بسعادة : حسناً سنقدم القربان ونرى مستقبل الطفل وسنعهد بذلك لأحد الرجال ذوي المكانة فى المعبد وحانت منه إلتفاتة إلى رجل يجلس فى هدوء فى ركن منفرد وكأنه يحدث نفسه ( هذا الرجل ويدعى ترسياس يعتبره الناس فى طيبة من المقربين من الآلهة لآنه يلهم بالتنبؤات ) .
ذهب الكاهن إلى ترسياس وتحدث معه قليلا ، فنظر إليه ترسياس بهدوء وتركه ودخل المعبد وعاد الكاهن إلى الخادم وأخبره فى سعاده بأن ترسياس سوف يقدم القرابين وربما يعلم شيئاً عن مستقبل الصغير .
وماهى سوى دقائق حتى خرج ترسياس من المعبد ووجهه مكفهراً وكأنه قد علم خبراً عجيب ... ولم ينطق بشئ ، طلب منه الكاهن أن يخبرهما بما حدث فرفض ترسياس بشده وطلب أن يذهب لمقابلة الملك لايوس بنفسه .

وافق الخادم على أصطحاب ترسياس معه على مضض لأنه كان يريد أن يكون صاحب البشرى حتى ينال مكافأتة ، ولكنه لم يجد أمامة سوى أن يطيع أمر الرجل ويأخذه إلى الملك ليخبره بالنبؤه بنفسه .

وصل الخادم ومعه ترسياس إلى القصر الملكى الذى كان يستعد لإقامة الحفل للمولود الصغير ، وأستأذن فى الدخول على الملك .
الخادم : مولاى .. لقد جاء معى ترسياس من المعبد ويطلب الأذن لمقابلتكم .
فأجاب الملك لايوس : أدخلوه حالاً .
دخل ترسياس فى هدوء كعادتة وقام بتحية الملك بإحترام وطلب أن يحدثه على إنفراد .
فأمر الملك الخدم بالخروج من القاعة وتركه وحيداً مع ترسياس الذى أنتظر حتى خرج جميع الخدم وبدأ حديثة بجملة غير مفهومة : قاتل أبيه ، ومشارك أمه الفراش .
فنظر إليه الملك مستفهماً وعلامات العجب والذهول تملأ عينيه مما يقول الرجل قائلا: ماذا تقول ؟
فأعاد الرجل مقولته : قاتل أبيه ومشارك أمه الفراش .
فقال الملك : من هذا الذى تتحدث عنه ؟
ترسياس : وليدك الصغير .
الملك لايوس بذهول ورعب : وليدى الصغير هو من تقول عنه ذلك ؟
ترسياس : لست أنا من يقول ذلك ولكنها نبؤة الآلهه " وليدك هذا سوف يقتلك ويأخذ ملكك ويشارك أمه الفراش "
فصعق الملك من كلام الرجل وجلس مكانه من هول الصدمة لا يعرف ما يقول .
جلس الملك لايوس فى غرفة الوليد ينظر إليه وقلبه يبكى محدثاً نفسه قائلاً : ماذا أفعل فى هذه اللعنة ؟
دخلت الملكه جوكاستا الغرفة ووجدته جالساً حزيناً فسألته قائلة : ماذا هناك ؟ ما لى أراك شاردا مهموما حزينا ؟
فأجابها قائلاً : مصيبة وقعت على كاهلى يجب أن أتخلص منها على الفور .
فقالت مستفهمه : مصيبة ؟ ماهى تلك المصيبة ؟
فأجابها بحزن : هذا الطفل .
فردت مستنكرة : طفلنا الصغير ؟ لم تقول عنه ذلك ؟
فقال : أنه لعنه وهناك نبؤه من الآلهة بأنه سيقوم بقتلى يا جوكاستا .
جلست الملكة جوكاستا مكانها بدون أن تجد كلمات تجيب بها على كلمات زوجها الذى لم يعطى لها فرصة للحديث وحمل الوليد وخرج به من الغرفة مسرعاً .

قام الملك بإعطاء الطفل إلى أحد الخدم المخلصين له من الحاشية وأمره أن يقيده من قدمية ويأخذه ويعطية إلى راعى من رعاه الماشية ليأخذه إلى الجبال ويذبحه ذبح الشاه حتى لا تتحقق النبؤه .
فأخذ الخادم الطفل وقام بتقييده وأعطاه إلى أحد الرعاة وأخبره بأن يقتله فى الجبال .

أخذ الراعى الطفل وسار فى طريقة يرعى الماشية بالجبال ، وعندما وصل إلى منطقة مليئة بالأشجار بالقرب من سيثايرون جلس وترك الماشية ترعى بالمنطقه وحمل الطفل ونظر إليه وشعر بالحزن من أجل هذا الصغير وأشفق عليه من القتل ونظر إلى قدميه الصغيرتين فوجدهما قد تأذتا من الحبل وسالت منها الدماء ، وقال له يا لك من طفل جميل مسكين .

وإذا به وهو جالس يحدث الطفل يرى راعياً أخر من مملكة كورنت قادم إليه وقد كان تعود أن يراه فى هذا المكان يرعى الماشية ، فأقترب منه الرجل وقام بتحيته ونظر للطفل متعجباً وسأله عنه ؟
فأجابه :بأنه طفل صغير من طيبة وجدته على هذه الصورة فأخدته معى ولا أعرف ماذا أفعل به ؟
وسأله قائلاً : أتأخذه معك ؟ فأنا لاأستطيع أن أقوم برعايته .
وافق الرجل على الفور وأخذ الطفل منه ونظر إليه بعطف كبير قائلاً : يا لها من قدمين متورمتان سوف أسميك ( أوديب ) وقام بفك الحبل من قدمى الطفل وأخذه معه وذهب إلى مملكة كورنت

كان يحكم مملكة كورنت ملكاً طيب القلب رحيم عطوف يدعى الملك ( بوليب ) ولكنه لم يكن ينجب هو وزوجته الملكة ( ميروب ) .

ذهب الراعى إلى الملك بوليب وقد كان من الخدم المقربين له بالقصر وأخبره بأمر أوديب وكانت قد راودت الراعى فكرة أن يعطى أوديب إلى الملك ليأمر برعايته وتربيته داخل القصر ويكون من الخدم المخلصين .
فوجئ الراعى بالملك يطلب منه أن يسلم أوديب إلى الخدم لأنه سوف يتبناه ويعامله معاملة الأمراء ويكون بمثابة أبن له هو والملكه ميروب وولى عهد مملكه كورنت ، وقد أعتبره الملك هديه من الآلهة قد رزق بها بعد سنوات الحرمان .


مرت الأعوام سريعاً وأوديب يحيا فى قصر الملك بوليب والملكة ميروب اللذين كانا يعاملانه وكأنه أبنهما المدلل ويحبانه كثيراً وأصبح أوديب الأمير الشاب ولى عهد كورنت محبوبا من أهل المملكه وكان شاباً جميلاً ، ذكياً وقوى ووشجاع وفارس يجيد فنون القتال والفروسيه .

وذات يوم وهو يجلس مع أصدقائه وقد دارت الخمر بينهم وبدأت علامات تأثير الخمر تظهر عليهم وقف رجل وهو يشير إلى أوديب وقد كانت الخمر لعبت به قائلاً : هاهو ولى عهد الملك بوليب الذى لا نعرف له أصل ولا نسب ، هاهو الملك المنتظر لقيط لم نعرف له يوم أباً ولا أماً .

وقف أوديب غاضباً وكان على وشك أن يقوم بضرب ذلك الرجل ولكن منعه أصدقائه من ذلك ، ترك أوديب المجلس غاضباً غير مصدق ما سمعه من ذلك الرجل وقرر أن يذهب إلى أمه الملكة ميروب ليسألها عن حقيقه الأمر .

دخل أوديب غرفة والدته غاضباً وبادرها سأئلاً : متى ولدت أمى ؟ وبماذا شعرتى ؟

نظرت إليه الملكة متعجبه : ماذا تقول ؟ ما هذا السؤال ؟
أوديب : أجيبينى أمى ؟ أم أنك لاتجدين شيئ لتخبرينى به لاننى لست ولدك ؟
صعقت الملكة من كلمات أوديب ولم تجد كلمات تجيبه بها عن سؤاله سوى الدموع التى ترقرقت فى عينيها ، وفى هذه اللحظة دخل الملك بوليب الحجرة
وكان قد سمع حديث أوديب مع زوجته فأجابه قائلاً له : أوديب لما تفعل ذلك فأنت أبناً لنا منذ كنت صغيراً ونحن نحبك ونرعاك وأنت ولى عهدى ووريثى الوحيد .
أوديب : إذن ما سمعت اليوم كان حقا وأننى لقيط ولا أحد يعرف من أبى وأمى ؟
الملك بوليب : دعك من هذا الكلام ولتبقى معنا ونعيش حياتنا كما هى وأنت ولدى وولى عهدى .
أجابه أوديب بغضب : لا ... سوف أخرج من هذه البلاد ولن أعود حتى أعرف أصلى ومن هو والدى الحقيقى ومن هى والدتى وما هى حقيقتى .
وتركهم مسرعاً وكأنه يسارع الزمن حتى يلاقى قدره ومصيره المحتوم تاركاً خلفه أم وأب محزونين على فراقه .

خرج أوديب من كورنت وهو حزين لمعرفته بأنه لقيط وليس أبنا للملك بوليب والملكة ميروب وهام على وجهه لا يعرف أين يذهب وأى طريق يسلك إلى أن وصل إلى مفترق طرق بين دولف ودوليا وهناك وجد طريق ضيق يجب أن يعبره أن أراد أن يواصل طريقه ، ولكنه فوجئ بأربعة رجال يمتطون الجياد وقد أعترضوا طريقه يريدون عبور الطريق ويطلبون منه أن ينتظر حتى يعبروا أولاً ، وأوديب الذى لم يعتد هذه الطريقة فى الحديث لم يرق له حديثهم ولم يعرهم إنتباهاً وحاول أن يعبر الطريق ولكنهم أشتبكوا معه فى قتال وقاتلهم أوديب بشجاعه حتى قتلهم جميعا فيما عدا شخص واحد أستطاع الهرب وأثناء القتال طار حجر فى الهواء وأرتطم برأس شخص خامس كان معهم ويقود عجلة حربيه ومات فى الحال ولم يتبين أوديب من هذا الشخص الذى كان معهم .
عبر أوديب الطريق وواصل طريقه فى سلام وقد قرر أن يتجه إلى طيبة لعل شخص يدله على أهله .

سار أوديب كثيراً حتى أوشك أن يصل إلى أسوار طيبة وهناك ظهر له أسد كبير جداً حاول أن يفتك به ولكن أوديب بقوته وشجاعته لم يهب الأسد ولم يشعر بالخوف بل قاتله قتالاً عنيفاً شرساً وأستطاع فى نهاية الأمر أن يقتله وأن يلقيه فى النهر ، وهو سائر بالقرب من النهر عائدا إلى طيبه وجد رجل عجوز كفيف لايرى يجلس بالقرب من النهر .
سأله أوديب : ماذا تفعل فى هذا المكان الخطر أيها العجوز ؟
فأجابه الرجل : جلست قليلا لأتأمل وأنتظر غلامى ليأتى ويأخذنى إلى منزلى ، لماذا تقول على هذا المكان بالخطر ؟ أتخشى أبا الهول ؟
أوديب : أبا الهول ؟ وما أبو الهول هذا؟ لا لم أقل على المكان خطر بسبب أبو الهول هذا ولكن لأننى وجدت أسداً كبيراً جائعاً يبحث عن شيئ يأكله فى هذا المكان وقد قمت بقتله .
أنتبه العجوز إلى كلام أوديب وقال له : أسد كبير وقمت بقتله وحدك .
أوديب : نعم ، ولم تتعجب من كلامى ؟
قال الرجل : لاتخبر أحداً غيرى بهذه القصه وأعلم أن أهل طيبة جميعاً يخشون الخروج خارج أسوار طيبة خوفاً من أن يقتلهم أبو الهول ، لأن جميع من يخرج ويأتى عليه المساء وهو خارج أسوار طيبة لايعود إلى أهله ودياره مره أخرى .
أوديب : وهل أسميتم الأسد ( أبو الهول ) .
أجابه الرجل : لا ولكن أعتقد أهل طيبة بوجود وحش رأسه رأس طائر وجسمه جسم أسد وله جناحان يقتل كل من يخرج خارج أسوار طيبة وأطلقوا عليه أبو الهول ، وقد أعلن الملك كريون بأنه سوف يتنازل عن عرشه لآى شخص شجاع يقتل أبو الهول وسوف يزوجه أيضا من أخته الملكة جوكاستا .
أوديب : يتنازل عن عرشه ، ويزوجه أخته الملكة ؟ هل حق ماتقول يا.... ما هو أسمك ؟
الرجل : ترسياس ... أسمى ترسياس ، أترك لى الأمر وسوف أجعل الجميع يصدق بأنك قتلت الوحش وتتزوج الملكه وتصبح ملك على طيبه .
أوديب : قتلت الوحش ؟ ملكا على طيبة ؟
ترسياس : نعم ولا تخبر أحد بأنه أسد بل هو وحش وصفه كما وصفته لك ويتحدث أيضاً وقد سألك سؤال صعب الأجابه وأنت؟أستطعت أن تجيب عليه فأغتاظ وألقى بنفسه فى البحر فمات كمداً من ذكائك .
أوديب : وماهو هذا السؤال ؟
ترسياس : ماهو الشيئ الذى يمشى فى بداية حياته على أربع وفى وسطها على أثنان وفى نهايتها على ثلاث ؟
فكرأوديب قليلاً وأجابه قائلاً : أنه الأنسان .
فضحك ترسياس : هذا هو اللغز الذى سنخبر الناس به .
هيا بنا يا بنى حتى نعود إلى طيبة أنى أشعر بأن الغلام قد حضر ليأخذنى إلى منزلى .
ونظر أوديب وجد غلام صغير يقترب منهم وأخذ ترسياس حتى يذهب به إلى منزله .

أخبر ترسياس الغلام وهو يسير فى الطريق بقصة أوديب والوحش الكبير أبو الهول وطلب من الغلام أن يذهب به إلى الملك كريون ليخبره بالقصة العجيبة وقد أخذ أوديب معه إلى القصر الملكى
وسرعان ما أنتشر الخبر بين أهل طيبة الذين تجمعوا أمام القصر يطالبون برؤية بطلهم الذى قتل الوحش وقام بحمايتهم وإنهاء تلك اللعنه التى قامت بحرمان الكثير من الأباء والأمهات من أبنائهم وحرمت الزوجات من أزواجهم والأطفال من أبائهم .

دخل ترسياس على كريون ملك طيبة الذى جلس على العرش بعد أن أتأهم خبر مصرع الملك لايوس وأخبره بأن أوديب وهو فارس شاب من خارج البلاد قد قتل الوحش أبو الهول وقد قام بحماية البلاد من الخطر الذى كان يهدد حياة أبنائها ، وأنه موجود بالقصر خارج القاعه ينتظر الأذن له بالدخول .
أمر الملك كريون بأن يأذنوا لأوديب بالدخول فى الحال .
نظر كريون ألى أوديب بأعجاب وفخر قائلا: هل حقا قتلت أبو الهول أيها البطل ؟
أوديب : نعم يا مولاى لقد أجبت على سؤاله فأغتاظ وألقى بنفسه فى البحر .
كريون : وماهو السؤال يا أوديب الذى سألك أياه أبو الهول ؟
نظر أوديب إلى ترسياس ثم أجاب : ماهو الشيئ الذى يمشى فى بداية حياته على أربع وفى وسطها على أثنان وفى نهايتها على ثلاث ؟ وقد أجبته بأنه الأنسان يا مولاى .
كريون بسعادة : مرحى ... سعادتنا اليوم لا توصف ، هيا معى لتأخذ جائزتك أتعلم ماهى الجائزة ؟
أوديب بقلق : لا أعلم يا سيدى .
كريون : سوف نخرج على أهل طيبة الآن الذين ينتظرون أن يروا مخلصهم البطل الذى قتل الوحش ، وسوف أخبرك بجائزتك أمامهم .
وأمر كريون بأن يخبر أحد الخدم الملكة جوكاستا بأن توافيه فورا عند شرفه القصر لانه يريدها فى أمر هام .

وقف الملك كريون فى شرفه القصر ومعه أوديب وأهل طيبة مجتمعون ينظرون فى أنبهار إلى البطل الذى أستطاع أن يقتل الوحش أبو الهول كمدا بذكائه عندما أستطاع أن يحل اللغز ، وفى هذه اللحظه دخلت الملكة جوكاستا إلى شرفه القصر ونظرت إلى الشاب الواقف إلى جانب أخيها وشعرت بشعور غريب يملآ قلبها وقد أعجبت بالشاب ووقعت فى غرامه من النظره الاولى .
حاولت الملكة تمالك نفسها وتحدثت أخيرا قائله : نعم يا أخى أخبرنى الخدم بأنك تريدنى وأرسلت فى طلبى .
كريون : نعم يا جوكاستا العزيزة ، سوف أعلن على أهل طيبة خبر هام خاص بك وبالمملكه .
جوكاستا : ماهو هذا الخبر ؟
وهنا ألتفت أوديب ينظر إلى الملكة رائعه الجمال التى تقف أمامه وقد شعر بأنه معجب بها جدا لجمالها الساحر الأخاذ الذى يسلب العقل والوجدان من أول نظرة وعاد إلى وعيه عندما سمع كريون يجيبها بصوت جهورى وهو يقول لأهل طيبة ........
كريون : يا أهل طيبة أعلم بأنكم علمتم بمقتل الوحش أبو الهول على يد بطل شاب من خارج البلاد هذا البطل هو الذى يقف إلى جانبى ويدعى أوديب ، وكنت قد أعلنت أن جائزة من يقتل أبو الهول هو عرش طيبة وأنه سوف يتزوج بأختى الملكة جوكاستا .
وهنا بدأ أهل طيبة يصدرون أصوات بعضها همهمة وبعضها هتاف حار يحيون فيه البطل أوديب .
وطلب منهم كريون أن يستمعوا إليه قائلاً : مهلاً يا أهل طيبة الأعزاء ، أنى أعلن أمامكم الآن بأننى قد تنازلت عن عرش طيبة إلى أوديب البطل ... ليصبح الملك أوديب ، وأيضاً أعلن بأنه سوف يتم زفاف الملك أوديب والملكة جوكاستا غداً .
هلل أهل طيبة بالفرحه والسعادة والبشرى السعيدة بالزواج السعيد وحانت إلتفاته من أوديب إلى الملكة جوكاستا التى وقفت بجواره بكل شموخ وسعادة وهو متشوق أن يأتى الغد سريعاً حتى يتزوج بالجميلة التى تقف إلى جواره .

ولم يعلم بأن المقادير سارت كما هو مقدر لها أن تسير وبأن النبؤه قد تحققت وهاهو قد قتل أباه وتزوج أمه وشاركها الفراش وسيرزق منها الابناء وأنه مهما حدث فلا يستطيع أحد أن يعبث بالأقدار فانها تحدث كما قدر لها أن تكون .

تمت بحمد الله




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق