السبت، 5 فبراير 2011

عالم الأحلام



عدت من جديد .... وإذا بى أسير فى الطرقات مطرقه فى سكون رهيب وأغرق فى بحر أفكارى ، وأحاول أن أجد حلول لبعض الصعوبات والمشكلات التى تواجهنى فى حياتى .
وأخرجنى من أفكارى العميقه الهدوء العجيب الذى يخيم على المنطقه على غير العاده ( لانه عاده تجد الشوارع فى بلدنا الحبيبه مزدحمه وصاخبه إلى حد كبير جداا ) .
ونظرت حولى وأتا غير مصدقه وشعرت بالسعادة الغامره من روعه وجمال ما أراه .....
وجدت الشوارع هادئه ونظيفه ، ولا يوجد زحام بالطرقات وكل شيئ جيد جدا ويسير بهدوء ونظام .. تعجبت كثيرا وسألت نفسى : هل اليوم عطله ؟ أم أنه توجد مناسبه ما فى هذا اليوم ولم يذهب الناس إلى أعمالهم ؟
وفجأة توقفت عن السير لكى أتأمل الجمال الذى أراه من حولى وشعرت بالغبطه والسرور يملأ قلبى لهذا الهدوء والجمال من حولى .
فالزهور والورود تملأ الدنيا وتعطى لها ألوانا عديدة وجميلة وشعور شديد بالطمأنينة والراحه والحب والجمال ، مما يضفى على المكان جو من السعادة والدفء ساحر جدا .
فالورود الحمراء تضفئ على المكان نوع من الدفء والحب ، والورود البيضاء جعلتنى أشعر بالصفاء والنقاء ، وورود البنفسج أشعرتنى بالشجن والحنين إلى الدموع والبكاء من كثره حزنها وجماله الحزين الساحر الأخاذ .
وقد لفتت إنتباهى إحدى الزهرات فلم أستطع المقاومه وذهبت لكى أشتم رائحتها وأملأ صدرى من عبيرها ، ومددت يدى لأقتطفها فوجدت ...........
فوجدت يد تمنعنى برفق وشخص قائلاً بهدوء : ممنوع سيدتى قطف الزهور .
فنظرت خلفى متعجبه من هذا الذى يتحدث إلى ، فوجدت أحد رجال الأمن يبتسم لى إبتسامه صغيرة ودوده جدا وهو يكمل حديثه معى قائلا: ماذا تفعلين سيدتى ؟ ممنوع إقتطاف الزهور ألم تقرأى اللافته وأشار بيده ألى لافته مكتوب عليها " ممنوع قطف الزهور " فالزهور تبكى وتضحك وتتألم مثلك تماما فلا تكون سببا فى آلامها وبكائها "
فأجبته : لم أستطع أن أقاومها فهى شديدة الروعه والجمال ، وتأسفت له وأعتذرت منه وأكملت مسيرتى فى هدوء أتأمل كل ماهو موجود من حولى من جمال ونظافه غى الشوارع والطرقات ، ووجدت لافتات كبيره كتب عليها " ممنوع إلقاء القمامه فى الشارع ... ساعدنا حتى نجعل الحى جميلا نظيفاً .. فالنظافه من الإيمان "
والأغرب أننى وجدت هدوء غريب فى طريقه التعامل بين الناس بعضهم البعض ولا يوجد خلافات أو أصوات مرتفعه أو صراخ أو ضجيج ، فشعرت براحه شديده لذلك ووجدت أحساس بالأمان يملأنى ويحيط بى ويحتوينى .
وأخيرا وصلت إلى منزلنا وقمت بتحيه أمى الحبيبه وجلست بغرفه المعيشه لأشاهد التلفاز وأعرف أخبار الدنيا من حولى من خلاله ، وفوجئت بل أكاد أقول بأننى صدمت عند سماعى للأخبار ......
وجدتهم يعلنون عن أتفاقيه السلام التى تمت بين العرب وإسرائيل ، وعن قبول الإسرائيليين للعرض الذى قدمه العرب بالإنسحاب من الأراضى الفلسطينية والإكتفاء بالأراضى التى كانت تقوم عليها دوله إسرائيل عام 48 ، وأيضا تركهم جنوب لبنان والأغرب من ذلك هو جلاء القوات الأمريكية وخروجها من العراق ، وتوحد الطوائف العراقية وأختيار رئيس لهم .
وقامت مذيعه النشره بالأعلان بأن هناك خبر عاجل قد تم إبلاغهم به الأن وهو كالتالى :
" تم الأعلان عن إنتهاء الأرهابية فى العالم بأكمله ليعيش العالم فى سلام تحت ظل إتفاقيات السلام الشامل لجميع بلدان العالم " .
شعرت بالغرابه والدهشه لجميع مايحدث لى اليوم ولجميع الأخبار التى سمعتها الآن ، وإذا بى أفاجأ بخبر أخر فى نشره الأخبار " أعلنت وزارة الإسكان عن توافر الكثير من الشقق السكنيه فى مناطق متفرقه بالقاهرة لحل مشكلات أزمه الإسكان للشباب وبأسعار مخفضه جدا ، كما أعلنت وزارة النمية الإدارية عن توافر فرص عمل للشباب فى القطاع الحكومى والقطاع العام والخاص وأنه قد تم تغيير قانون سن المعاش من 60 عام ألى 55 عام ولا توجد تجديدات أو إستثناءات لأى أحد " وهذا حتى يساعد على حل مشكلة البطاله، وأنتهت النشرة الأخبارية .

لا أكذب عليكم شعرت بالسعادة الشديدة لسماعى كل هذه الأخبار والقرارات الجيدة التى سوف تساعد على حل الكثير والعديد من المشكلات التى تواجه الكثير من الشعوب وفى هذه اللحظه أنطلقت منى ضحكه صغيرة رغما عنى من السعادة التى أشعر بها وأغمضت عينى حتى أنال قسطاً من الراحه .........وفجأة .....
وفجأة وجدت من يتحدث إلى وينادينى برفق ويقوم بإيقاظى ... وفتحت عينى ناظرة بعين ملأها النوم ووجدت
" أمى" أمامى بإبتسامتها الرقيقه ووجهها البشوش الهادئ الجميل تقول لى متسائله : ما كل هذا النوم يا حبيبتى ؟ ألا تريدين أن تستيقظى الآن ؟
فأجبتها: نعم سوف أصحو الآن وأوافيك على الفور بالمطبخ حتى أساعدك فى إعداد الطعام يا أمى .
فأبتسمت لى وتركتنى وحدى بالغرفه .
ونظرت حولى لأجد نفسى بغرفتى بمنزلنا وأننى كنت أحلم أجمل الأحلام .... وأن كل ماحدث لم يكن سوى حلم جميل من الأحلام الكثيرة التى تراودنى أثناء نومى ..... فى عالم الأحلام .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق