الثلاثاء، 20 سبتمبر 2011

اللى رقصوا على السلم قصه بقلمى






صحيت من نومى مفزوع خايف من أنى أكون أتأخرت عن شغلى وفجأة أفتكرت ان النهاردة أجازة صحيح احنا فى نص الاسبوع لكن النهارده أجازة .
النهاردة عيد الشرطة 25 يناير والحكومه ربنا يبارك لها أديتنا اليوم ده اجازة .. حسيت انى مرتاح لانى مش رايح الشغل النهاردة .
يااااه هرتاح يوم من انى اشوف أشباه البنى أدمين اللى معايا فى المكتب وأستريح شويه من الكذب والنفاق اللى هما عايشين فيه وبيبدأوا بيه يومهم من أول اليوم لغايه أخره .

خلاص بقى مادام صحيت يبقى أقوم أصلى ... اهى حاجه تنفعك فى أخرتك يا سى سالم ...صليت وعملت لنفسى كوبايه شاى وفتحت التليفزيون أشوف الاخبار لاقيت الدنيا مقلوبه ...أيه ده مظاهرات تانى ...يا عينى على الناس الغلابه كل شويه يتظاهروا ومايلاقوش فايده ويتعبوا ويمشوا .... والمولد يتفض والدنيا تسكت خالص .... يلا ربنا معاهم

وخلص يومى من غير أى حاجه جديده ونمت بدرى عشان اعرف اصحى وأروح شغلى  وماتأخرش واسمع لى كلمتين من المدير ... اصلى من المغضوب عليهم لو اتأخرت لازم الدنيا تقوم وماتقعدش
صحيت من النوم الساعه 7 وصليت الصبح ونزلت بسرعه عشان ألحق الأتوبيس وأبتدى رحله العذاب اليومية فى المواصلات .
وقفت استنى الاتوبيس على المحطه كالعاده وبعد ما استنيت ساعه الاتوبيس وصل وهو مليان على الاخر وحشرت نفسى بين الناس والمكان مافيهوش مكان تقف فيه وقلت ( اهى توصيله والسلام خلينا نوصل الشغل )... وأخيرا وصلت إلى شغلى .. ولسه بادخل من الباب ووقفت اسحب الاسانسير لاقيت اللى بيقول لى : صباح الخير يا استاذ سالم ؟
سالم : صباح النور يا عارف .. اخبارك ايه .
عارف : الحمد لله أنا بخير ... ما سمعتش الاخبار ولا ايه ؟
سالم : اخبار ايه يا سيدى سمعنى ما انت عارف كل حاجه يا عارف .
عارف : أمبارح المظاهرات كانت ماليه الدنيا وفى ناس لسه واقفين عند مجلس الشعب وبيقولوا يوم الجمعه فى مظاهرات جامدة جدا وبيقولوا عليها جمعه الغضب .
سالم: جمعه الغضب ؟ ازاى يعنى ؟ومعناه ايه الكلام ده ؟
عارف : والله على حسب علمى يا استاذ سالم ان المظاهرات دى مختلفه ... عموما ربنا يستر .
وأخيرا وصل الأسانسير وطلعت الدور الثامن ودخلت مكتبى وكلام عارف شغل لى أفكارى وخلانى أسأل نفسى : يا ترى المظاهرات دى هتجيب فايدة ؟ هنتغير ؟ ولا هتبقى زى المظاهرات اللى قبلها شويه كلام وينزل على الفاضى ومافيش حد يعمل لنا اى اعتبار ؟ اما نشوف هاستنى يوم الجمعه بفارغ الصبر ..

وعدى اليو واليوم اللى بعده وكل الناس بتتكلم عن يوم الجمعه اللى بيقولوا عليه جمعة الغضب واللى بدأت بشائره تهل قبل ما هو يبدأ .

بدأت الاحداث من مساء يوم الخميس وأنقطع الانترنت من الساعه 12 مساء وبدأت أشعر بالقلق ... وتغلبت على خوفى وشعورى بأن غدا هيكون فى مذبحه وشعورى ده لم اعرف له سبب  ... ولكن إستسلمت للنوم فى أخر الامر .

صحيت من نومى بعد ما جاتنى كوابيس مالهاش أخر عشان الاقى نفسى فى كابوس حقيقى وهو انقطاع الاتصالات عن المحمول ، ومسكت تليفونى وأنا اراه لاول مره مكتوب عليه لاتوجد شبكه




زاد شعور القلق عندى وسقط قلبى من الخوف لما فتحت التليفزيون ولاقيت الناس فى الميدان فى التحرير ما بين كر وفر من الشرطه ورأيت القنابل المسيله للدموع ... وشعرت بأننى لست فى مصر ولكن فى فلسطين .... وكأننى أرى مشاهد فى الاخبار تتحدث عن الفلسطينيين .

وألقيت نظره على المشاهد التى أراها فى التليفزيون وأجتاحنى غضب شديد وقررت حينها بأننى ذاهب إلى الميدان والأن .
ذهبت للميدان وعندما اقتربت منه  شممت رائحه الغاز المسيل للدموع ولكنى واصلت مسيرى رغم حاله الاعياء التى بدأت أشعر بها وأنضميت إلى جموع الناس وهم يصرخون بقوه زلزلتنى ( كفايه حرام ... أمشى ... كفايه ) وبدأت الاشتباكات بالعصى من الامن المركزى والناس تقابلهم بالطوب وفجأه شعرت بخبطه على رأسى وأظلمت الدنيا وإختفى كل شيئ وغرقت فى بحر من الظلام والصمت .
صحيت على أصوات غريبه وهرج ودوشه وتحسست رأسى وجدتها مربوطه بالشاش وحمدت ربى أننى على قيد الحياة ولاقيتنى فى مكان بيعالجوا فيه المصابين .. وسألت واحد وسط الناس : احنا فين ؟
فقال : إحنا فى مستشفى ميدانى قريبه من الميدان لاسعاف المصابين ، بعد اذنك الحق اشوف المصابين عشان الاعداد كتير جدا .. ربنا يستر .
طلبت منه انى اساعدهم ، فقال لى عند الدكتور احمد واقف هناك هو المسئول عن المكان .
رحت للدكتور احمد وعرضت عليه انى اشارك معاهم وأساعد فى غنقاذ المصابين اللى لاقيتهم كتير جدا وعددهم بيزيد ، وفعلا وافق وقال لى ناول الدكاتره الشاش والقطن .
وقفت معاهم وبقيت اساعد وشفت الشباب زى الورد بيموت قدام عينى من غير ما نلحق نسعفه وبكيت على طفله صغيره جات لنا وابوها شايلها على ايده وهى ميته اخدت رصاصه فى دماغها
وقفت مع الناس وخرجت للميدان لاقيت شباب وبنات وستات وشيوخ وكلهم بيصرخوا وبعلو الصوت وبيقولوا ( أرحل ... امشى ... الشعب يريد إسقاط الرئيس ) وساعتها حلفت انى مش هرجع بيتى انا مش هامشى من الميدان إلا لما الرئيس يمشى ... ايوه مش هبقى سالم المسالم اللى عايش فى الدنيا متغمى زى الثور فى الساقيه ، بشتغل واتعب وغيرى هو اللى يأخذ الفلوس والمكافأت عشان بيضحك فى وجه البيه المدير ، مش هاكون منافق زى الاستاذ/ أحمد زميلى اللى كل يوم يدخل يعظم للمدير عشان يفتكره ويحطه فى المكافأه ، خلاص مش هامشى جنب الحيط ولا هسكت واقول انا مالى مش عايش بأكل وبشرب يبقى خلاص ماليش دعوه ايه اللى بيحصل فى البلد ... لا دى بلدى ... ايوه انا مصرى ...انا سالم ومصرى ...وقفت اسمع كلام الناس والشباب عن حقوقنا وكلامهم كله صح من حقنا يكون لنا كرامه فى بلدنا ، ومن حقنا نلاقى علاج ونلاقى سكن ...... وحاجات كتير قوى .
رحت نمت فى الجنينه فى الميدان وناجيت ربنا سبحانه وتعالى وقلت : يارب رجع لنا كرامتنا وعزتنا وحقنا .. انت القوى على كل شيئ يا كريم .
ونمت فى الميدان والشباب بتتناوب الحراسه لانهم سمعوا ان البلطجيه خرجوا من السجون والشرطه انسحبت ، سابوا البلطجيه تموت الناس .
فضلت فى الميدان لغايه ما سمعت بيان التنحى وساعتها بكيت ، ماعرفش من ايه بكيت ولكن اللى اعرفه ان ربنا كريم ، ومن كرمه علينا انه حررنا وخلانا يبقى لنا كرامه .
وقالوا الوزراء موجودين ... وقالوا الشباب خلاص هنمشى ونسيب الميدان ، بصيت حواليا وقلت يا ناس هما بقيه الوزراء مشيوا ؟ رئيس الوزراء مشى ؟ غيروا وكلاء الوزارة ؟ رؤساء المصالح الحكومية ؟
رد واحد عليا وقال : ايه يا عم سالم بالراحه ...  لا طبعا كل دول موجودين المهم ان هو مشى وخلصنا منه خلاص ، كفايه قوى 30 سنه .
قلت له : كفايه 30 سنه فعلا كلامك صحيح بس كل اللى انا قلت عليهم دول لازم يمشوا هما كمان لانهم ماشيين على نفس الخط وألا هنبقى زى اللى رقصوا على السلم ولا اللى فوق شافونا ولا اللى تحت سمعونا ، ولا كأننا عملنا اى حاجه .

رد عليا واحد تانى وقال : لو حصل حاجه تانى نبقى نرجع الميدان تانى ، خلاص عرفنا الطريق يا عم سالم .
بصيت ليهم بحسره على ما فعلنا وقلت : ميدان ؟ ومين اللى هيخلينا نوصل للميدان ؟ وهنفضل كده كل ما يحصل حاجه نيجى على الميدان ، لا يا جماعه دى مش عيشه حراااام .

وسألتهم : يعنى خلاص هنمشى من الميدان ؟
قالوا لى : ايوه هنمشى .
قلت لهم : طيب خلاص نمشى بس خليكوا عارفين اننا كده ماعملناش حاجه لسه وغلطنا وبكره تعرفوا اننا لما هنمشى دلوقتى هنبقى زى اللى رقصوا على السلم .
ومشيت وسيبت الميدان وانا بحلف انى مش راجعه تانى ولا مره عشان ناس بترضى بأنصاف الحلول .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق